خيوط واهية

خيوط واهية
فى مدينة (لوس انجيلوس) اجتمع جمهور كبير من المعجبين حول رجل كانو يسمونه (الزبابة البشرية) فقد كان يستطيع ان يتعلق بالجدران ويتنقل صاعدا بمهارة فائقة معتمدا على اظافر يديه وقدميه التى تمسك بالنتوءات الدقيقة بالجدران

وبدا الرجل يتسلق واجهة احد المبانى المرتفعة فمد يده وبدا يتحرك صاعدا فى حرص شديد فهو يمسك احيانا بافريز شباك او بجزء بارز فى الجدار او بلافتة او بسلك كهربائى وهكذا استطاع ان يصعد متغلبا على صعوبات هائلة

واقترب اخيرا من اعلى الجدار واخذ يتحسس فوق راسه بحثا عن شىء يتحمل ثقل جسده ليرتقى عليه الى القمة

واخيرا ظهر له كما لو كان امامه شيئا من حجر داكن او طوبة باهتة اللون بارزة من الجدار الاملس فمد يده ليمسك بها ولكن يده قصرت عن الوصول اليها

فاستجمع قواه وفى حركة ماهرة قفز قفزة سريعة ليمسك بها

ولكنه سقط امام الجمهور الكبير وفى يده خيوط العنكبوت فلم يكن ما يظنه حجرا ثابتا سوى خيوط واهية

ان هناك كثيرين يتعلقون باشياء واهية يظنونها اغراضا ثابتة

وكثيرون يعتقدون ان هذه الدنيا مكونة من دعامات ثابتة يمكن الاستناد اليها والصعود فوقها والبناء عليها

ولكنهم يكتشفون بعد فوات الاوان ان ما ظنوه قوائم راسخة ليس سوى اكوام قش لا تحملهم ولا تحتملهم

ان رجاء البشر فى معطيات الحياة المادية رجاء كاذب واتكالهم عليها اتكال باطل

وما اكثر من يتحطمون حين يسقطون من فوق صروح بنوها من اوهامهم الكاذبة

ان المتسلقين الى المقاعد العليا او المناصب القيادية والذين يجعلون منها هدفا لحياتهم لن تشبع حياتهم حتى ولو تحققت اهدافهم المادية

اخى الحبيب...

لا تتمسك بامورالدنيا الفانية بل تشبث بامور السماء الباقية

ان الاشياء التى فى العالم والتى تتعلق بها هى مجرد خيوط واهية وليست دعامات ثابتة

كثيرون ممن انخدعوا من معطيات الحياة لم يفيقوا الا عند موتهم عندما وجدوا اياديهم فارغة مما اقتنوا

ان معطيات الدنيا فى ظاهرها ذات منظر بهيج تجذب الانظار

" بهجة للعيون.....وشهية للنظر.....تك6:3 "

ولكنها من الداخل مملوءه اباطيل

لابد لنا ونحن نسلك فى مسيرة الحياة ان لا ننظر الى الامور المرئية فيها بل ننشغل بالامور الغير مرئية...بالامور السماوية

ونحن غيرناظرين الى الاشياء التى لا ترى بل التى لا ترى لان التى ترى وقتية اما التى ترى فابدية....2كو18:4

لقد اقام الرب يسوع الموتى الذين سوف يموتون من جديد ليشد انتباه الناس وعقولهم الى القيامة العامة

ولقد اعاد البصر للعميان ورد اليهم نور عيونهم الذى سيطفئه الموت يوما من الايام لكى يشد انظار الناس الى الاشياء التى لا ترى والى السماء

ان الاشياء التى تراها فى الشوارع وواجهة المحلات وتبهر نظرك

اذا ارتفعت بطائرة الى السماء فسوف تصغر هذه الاشياء فى نظرك

قال القديس اغسطينوس : تذكر انك فى المسيح تمتلك كل شىء

هذه الكلمات قالها القديس اغسطينوس منذ نحو 16 قرن من الزمان

لكننا نحتاج الى سماعها فى كل وقت ففى المسيح حبيبنا نمتلك كل شىء وهو لنا كل شئ

وهذه الكلمات دونتها يد القديس امبروسيوس فى القرن الرابع

المسيح هو لنا كل شئ

ان شئت ان تشفى من جراحاتك فالمسيح هو الطبيب

وان كنت مثقلا بخطاياك فهو ...البر

وان احتجت عونا فهو....القوة

وان خشيت الموت فهو....الحياة

وان اشتهيت السماء فهو....الطريق

وان اردت ان تتحرر من الظلام فهو.....النور

وان طلبت طعاما فهو....قوت الحياة

هو لك كل شىء ....وما تشتهيه وما تحتاجه....تجده فيه