بار فى عينى نفسه
+ مشكلة ايوب الصديق إنه كان رجلا بارا ، ويعرف عن نفسه إنه بار . لذلك قال الكتاب عنه إنه "كان بارا فى عينى نفسه " (أى 1:32 )
ولعله لهذا السبب حلت عليه تجربته المشهورة .
وظلت التجربة تحيط بأيوب الصديق ، خلال كونه بارا فى عينى نفسه . ولكن ارتفعت عنه التجربة حينما قال للرب " ها أنا حقير ، فماذا أجاوبك ؟! وضعت يدى على فمى " ( أى 5،4:40 )
وأيضا " قد نطقت بما لم أفهم ، بعجائب فوقى لم أعرفها ... لذلك أرفض وأندم فى التراب والرماد" ( مز 7:42 ) .
وحينما وصل الى التراب والرماد ، رفعت عنه التجربة .
+ قال الكتاب " وعلى فهمك لا تعتمد " ( أم 5:3 ).
+ وقال ايضا " لا تكونوا حكماء عند أنفسكم " ( رو 16:12 ) .
+ وقال كذلك " جاوب الجاهل حسب حماقته ، لئلا يكون حكيما فى عينى نفسه " ( أم 5:26 )
+ إن الله يريدنا أن لا نكون حكماء فى أعين أنفسنا ، لذلك دعانا إلى التلمذه وإلى المشورة وقيل :
" الذين بلا مرشد ، يسقطون مثل أوراق الشجر "
ولذلك دعا الله إلى طاعة الكبار ، وإلى الإسترشاد بهم ، مثل الوالدين ، والمرشدين الروحيين ، وبخاصة آباء الإعتراف ، كذلك الشيوخ الذين لهم خبرة السن الناضجة .
لكى لا تكون حكيما فى عينى نفسك ، شاور غيرك . ولكى لا تكون بارا فى عينى نفسك ، تذكر خطاياك .
إن البار فى عينى نفسه ، لا يقبل لوما من أحد ، ويرى نفسه باستمرار أنه على حق .
وكل أخطائه يحاول أن يبررها أو يجد لها أعذارا ولا يعترف ابدا أنه قد أخطأ .
لذلك هو يقع فى الكبرياء ، وفى العناد ، وفى كثرة الملاججة والجدال ، وفى الإفتخار الردىء .
كما إنه يثبت على أخطائه ، لا يغيرها ، لأنه لا يعترف بها وهو فى نفس الوقت يفقد معونة الله . وقد تتخلى عنه النعمه فيسقط ، ليشعر بضعفه ..
منقول