نشأته
ولد بمدينة نصيبين بسوريا في القرن الرابع الميلادى من أبوين مسيحيين غرسا فيه المبادئ والتعاليم المسيحية السامية ، فنشأ نشأة صالحة لذا يقول " علمت عن المسيح مبكراً بواسطة والدى اللذن ولداني حسب الجسد ودرباني في مخافة الرب " وقد تعمق في حب الملك المسيح لذلك سمي ب"قيثارة الروح " .
تلمذته
تتلمذ في سن مبكر للقديس مار يعقوب أسقف نصيبين . فأحبه وأبقاه معه وجعله معلما لمدينة نصيبين معه ، وقد عاصر مار أفرام الأساقفة الثلاثة الذين خلفوا ماريعقوب ، وسرعان ماحاز شهرة واسعة لغزارة علمه الروحاني وغيرته الأرثوذكسية وورعه النسكي .
احتماله وصبره الكثير
تعرض لتجارب كثيرة منها :
كان خادم الكنيسة الذى يدعي أفرام أيضاً قد أفسد عذراوية بنت أحد رؤساء المدينة ولقنها أن تقول أن القديس مار أفرام هو الذى أخطأ معها ، ولما وضعت الصبية ثمرة خطيئتها حمله والدها للأسقف ، فأحضر الأسقف القديس مار أفرام وأعطاه الطفل ، فقال القديس في تذلل وأنسحاق : " أخطأت ياأبي أسأل أن تغفر لي " وبعد أيام رأى أن الشعب كله قد أعثر بسببه فبعد القداس طلب الي الأسقف أن يسمح له بالصعود الي الأمفون ( وهو عبارة عن مكان مرتفع يستخدم كمنبر للوعظ ) فصرح له ، وللحال رفع القديس الطفل بيمينه الي المذبح وصرخ بصوت عال وقال للطفل :
" أناشدك أمام مذبح الله الحي قل الحق من هو أبوك ؟ " ففي الحال فتح الطفل فاه وقال : " أفرام خادم الكنيسة " . فتعجب الأسقف والشعب وكانوا يبكون ويطلبون أن يغفر لهم ثم مات الطفل في تلك الساعة .
في اسقيط مصر
رأى مار أفرام القديس باسيليوس الكبير أشبه بعمود نار نازلا من السماء فاشتاق أن يلتقي به ، واذ أخذ معه مترجماً سافر الي مصر وهناك شده الاسقيط ، وبقي فيه قرابة ثمان سنوات ولا زالت شجرته قائمة بدير السريان ، فقيل أن القديس كان يتوكأ علي عكاز ( عصا ) من فرط النسك الذى انهكه ، فظنه رهبان الاسقيط أنه يتظاهر متشبهاً بالشيوخ فعرف بالروح ماكان يجول بخاطرهم وغرس عكازه في الأرض فأراد الله اظهار بره وتقواه ، فنما هذا العكاز وأزهر كعصا هارون قديماً حتي أصبح شجرة ضخمة الآن ، وهي من فصيلة التمر الهندى .
التقاؤه مع القديس باسيليوس
ذهب الي قيصرية حوالي عام 371 م وحضر قداس عيد الظهور الالهي بملابسه المهلهلة واذ رأى القديس باسيليوس من بعيد سقط قلبه بسبب فخامة ملابسه وتشكك في أمره ، لكنه ما أن وقف القديس يعظ حتي رأى كأن ألسنه نارية تنطلق من فيه متجهة نحو قلوب سامعيه ، وكأن حمامة تنطق من فيه ، فتغير فكره في الحال .
رأى القديس باسيليوس كأن ملاكين يحيطان بالراهب افرام فلأرسل اليه يستدعيه بعد العظة مباشرة لكنه التمس أن يكون اللقاء بعد التناول ، وبالفعل التقي الاثنان بقبلة أخوية . ثم قال له القديس باسيليوس علي انفراد : لماذا شككت ؟ مظهراً له أنه يلبس مسحاً من الداخل ، قائلاً له : " أما هذه الملابس الخارجية الفاخرة فهي من أجل كرامة الخدمة فقط " .
عودته الي الرها
رجع الي الرها وصار يقاوم الهرطقات . واذ رأى أحدهم قد ألف 150 نشيداً تحمل عقائد خاطئة يترنم بها الشعب ، الف هو أيضاً 150 نشيداً بذات النغم مع استقامة الايمان وعذوبة الأسلوب وقوته فحلت محل الأناشيد الأولي . اذ هدأ جو الهرطقات عاد الي مغارته حتي اجتاحت المدينة مجاعة عظيمة في شتاء 372 / 373 م فنزل الي المدينة يحث الأغنياء علي العطاء الذين أوكلوه علي التصرف حيث أقام داراً بها 300 سريراً للمرضي بسبب المجاعة ، وكان يخدم بنفسه مع أعوانه ، ولم يعد الي مغارته حتي انتهت المجاعة .
ثروته الأدبية
أغني المكتبة المسيحية بكتاباته المنظومة شعراً وأيضاً المنثورة ، وهي لاتقل عن ثلاثة ملايين من الأسطر ، ضمت شرحاً للأسفار المقدسة كلها ، وموضوعات الجدل الديني ، وبعض مقالات ورسائل مع ميامر وتسابيح ، وقد فقد بعضها .
نياحته
هناك في الكهف الذى أحبه القديس مار أفرام بجبل الرها قد تنيح ، وكان ذلك في التاسع من شهر يونيو عام 373 م ، وقد ترك وصية ونظمها بالشعر وهي مؤثرة للغاية اذ قال فيها :
" لا تضعوني تحت مذبح الله لأنه لايليق أن نوضع الجيفة النتنة في المكان المقدس . ولا تضعوا جسدى مع القديسين لأني خاطئ . ولا تضعوا علي عطور بل اذكروني في الصلوات . ضعوني مع الغرباء في مقبرة منكسرى القلوب حتي عندما يأتي ابن الله يضمني إليه ويقيمني معه " .
فوضعوا الجسد الطاهر حسب الوصية في مقبرة الغرباء ولكن بعد ذلك بقليل نقل الجسد أهل الرها وبنوا له مقبرة بين مدافن الأساقفة ، ثم أقيم فوقه دير عرف بإسم " الدير السفلي " بجوار الرها . وتعيد له كنيستنا في الخامس عشر من شهر أبيب من كل عام .
بركة صلوات القديس مار أفرام السرياني
.
تكون معنا أمين
ولد بمدينة نصيبين بسوريا في القرن الرابع الميلادى من أبوين مسيحيين غرسا فيه المبادئ والتعاليم المسيحية السامية ، فنشأ نشأة صالحة لذا يقول " علمت عن المسيح مبكراً بواسطة والدى اللذن ولداني حسب الجسد ودرباني في مخافة الرب " وقد تعمق في حب الملك المسيح لذلك سمي ب"قيثارة الروح " .
تلمذته
تتلمذ في سن مبكر للقديس مار يعقوب أسقف نصيبين . فأحبه وأبقاه معه وجعله معلما لمدينة نصيبين معه ، وقد عاصر مار أفرام الأساقفة الثلاثة الذين خلفوا ماريعقوب ، وسرعان ماحاز شهرة واسعة لغزارة علمه الروحاني وغيرته الأرثوذكسية وورعه النسكي .
احتماله وصبره الكثير
تعرض لتجارب كثيرة منها :
كان خادم الكنيسة الذى يدعي أفرام أيضاً قد أفسد عذراوية بنت أحد رؤساء المدينة ولقنها أن تقول أن القديس مار أفرام هو الذى أخطأ معها ، ولما وضعت الصبية ثمرة خطيئتها حمله والدها للأسقف ، فأحضر الأسقف القديس مار أفرام وأعطاه الطفل ، فقال القديس في تذلل وأنسحاق : " أخطأت ياأبي أسأل أن تغفر لي " وبعد أيام رأى أن الشعب كله قد أعثر بسببه فبعد القداس طلب الي الأسقف أن يسمح له بالصعود الي الأمفون ( وهو عبارة عن مكان مرتفع يستخدم كمنبر للوعظ ) فصرح له ، وللحال رفع القديس الطفل بيمينه الي المذبح وصرخ بصوت عال وقال للطفل :
" أناشدك أمام مذبح الله الحي قل الحق من هو أبوك ؟ " ففي الحال فتح الطفل فاه وقال : " أفرام خادم الكنيسة " . فتعجب الأسقف والشعب وكانوا يبكون ويطلبون أن يغفر لهم ثم مات الطفل في تلك الساعة .
في اسقيط مصر
رأى مار أفرام القديس باسيليوس الكبير أشبه بعمود نار نازلا من السماء فاشتاق أن يلتقي به ، واذ أخذ معه مترجماً سافر الي مصر وهناك شده الاسقيط ، وبقي فيه قرابة ثمان سنوات ولا زالت شجرته قائمة بدير السريان ، فقيل أن القديس كان يتوكأ علي عكاز ( عصا ) من فرط النسك الذى انهكه ، فظنه رهبان الاسقيط أنه يتظاهر متشبهاً بالشيوخ فعرف بالروح ماكان يجول بخاطرهم وغرس عكازه في الأرض فأراد الله اظهار بره وتقواه ، فنما هذا العكاز وأزهر كعصا هارون قديماً حتي أصبح شجرة ضخمة الآن ، وهي من فصيلة التمر الهندى .
التقاؤه مع القديس باسيليوس
ذهب الي قيصرية حوالي عام 371 م وحضر قداس عيد الظهور الالهي بملابسه المهلهلة واذ رأى القديس باسيليوس من بعيد سقط قلبه بسبب فخامة ملابسه وتشكك في أمره ، لكنه ما أن وقف القديس يعظ حتي رأى كأن ألسنه نارية تنطلق من فيه متجهة نحو قلوب سامعيه ، وكأن حمامة تنطق من فيه ، فتغير فكره في الحال .
رأى القديس باسيليوس كأن ملاكين يحيطان بالراهب افرام فلأرسل اليه يستدعيه بعد العظة مباشرة لكنه التمس أن يكون اللقاء بعد التناول ، وبالفعل التقي الاثنان بقبلة أخوية . ثم قال له القديس باسيليوس علي انفراد : لماذا شككت ؟ مظهراً له أنه يلبس مسحاً من الداخل ، قائلاً له : " أما هذه الملابس الخارجية الفاخرة فهي من أجل كرامة الخدمة فقط " .
عودته الي الرها
رجع الي الرها وصار يقاوم الهرطقات . واذ رأى أحدهم قد ألف 150 نشيداً تحمل عقائد خاطئة يترنم بها الشعب ، الف هو أيضاً 150 نشيداً بذات النغم مع استقامة الايمان وعذوبة الأسلوب وقوته فحلت محل الأناشيد الأولي . اذ هدأ جو الهرطقات عاد الي مغارته حتي اجتاحت المدينة مجاعة عظيمة في شتاء 372 / 373 م فنزل الي المدينة يحث الأغنياء علي العطاء الذين أوكلوه علي التصرف حيث أقام داراً بها 300 سريراً للمرضي بسبب المجاعة ، وكان يخدم بنفسه مع أعوانه ، ولم يعد الي مغارته حتي انتهت المجاعة .
ثروته الأدبية
أغني المكتبة المسيحية بكتاباته المنظومة شعراً وأيضاً المنثورة ، وهي لاتقل عن ثلاثة ملايين من الأسطر ، ضمت شرحاً للأسفار المقدسة كلها ، وموضوعات الجدل الديني ، وبعض مقالات ورسائل مع ميامر وتسابيح ، وقد فقد بعضها .
نياحته
هناك في الكهف الذى أحبه القديس مار أفرام بجبل الرها قد تنيح ، وكان ذلك في التاسع من شهر يونيو عام 373 م ، وقد ترك وصية ونظمها بالشعر وهي مؤثرة للغاية اذ قال فيها :
" لا تضعوني تحت مذبح الله لأنه لايليق أن نوضع الجيفة النتنة في المكان المقدس . ولا تضعوا جسدى مع القديسين لأني خاطئ . ولا تضعوا علي عطور بل اذكروني في الصلوات . ضعوني مع الغرباء في مقبرة منكسرى القلوب حتي عندما يأتي ابن الله يضمني إليه ويقيمني معه " .
فوضعوا الجسد الطاهر حسب الوصية في مقبرة الغرباء ولكن بعد ذلك بقليل نقل الجسد أهل الرها وبنوا له مقبرة بين مدافن الأساقفة ، ثم أقيم فوقه دير عرف بإسم " الدير السفلي " بجوار الرها . وتعيد له كنيستنا في الخامس عشر من شهر أبيب من كل عام .
بركة صلوات القديس مار أفرام السرياني
.
تكون معنا أمين