أين حق ربنا؟
أخذت خادمه تجول في كل مكان تجمع التبرعات لسد حاجة الأيتام بإحدى ملاجئ محافظات الصعيد.
كانت تخدم بحرارة و حماس بلا كلل و لا ملل محتملة كل الام و ضيقات تقابلها في أداء رسالتها و خدمتها و ذلك لأن قلبها كان مفعم بالحب لله و لأولئك الأيتام المساكين.
و أثناء سيرها رأت من خلال نافذة منزل بالدور الأرضي صور السيد المسيح و العذراء مريم و بعض القديسين مثبتة علي جدران الحجرة.
فطرقت باب الشقة و بعد فتح الباب وجدت الجالسون يترنحون في سكر شديد و أمامهم علي المائدة كؤوس الخمر و أدوات لعب القمار و الأموال التي يلعبون عليها.
و لكنها في شجاعة و جرأه طلبت مساعدة و تبرع للأيتام , فقام أحد السكارى و بصق عليها فملأ البصاق وجهها.
فلم يهتز لها جفن و لم تكترث بما حدث و لم تعبأ بما جري لها و لسان حالها يقول: "إن تألمتم من أجل البر فطوباكم أما خوفهم فلا تخافوه و لا تضطربوا."(1بط14:3)
بل أخرجت منديلها من جيبها و مسحت به البصاق عن وجهها و هي تقول:
"ده نصيبي اللي أنا أستاهله منكم..وده اللي تستحقه خطيتي اللي تستوجب أكثر من كده..لكن..فين حق ربنا؟"
و هنا فاق واحد منهم علي أثر هذه الكلمات التي وقعت علي قلبه كوقع الصاعقة و قام من مكانه و أعتذر لها عما حدث من صديقه و جمع كل الأموال التي علي مائدة القمار و أعطاها لهذه الخادمة تبرعاً للأيتام.
رفضت الخادمة تسلم الأموال إلا بعد أن وعظتهم من الكتاب المقدس في موضوع الخمر و القمار.
أخي الخادم:
إن العالم كله يتفق علي شئ واحد باستمرار و هو( حقوق الإنسان) و لكن لم يسأل أحد عن (حقوق الله)..و يقول أين حق ربنا؟؟
صديقي الخادم:
هل تحتمل ألام الخدمة و ضيقاتها بشكر مثل هذه الخادمة ؟
إن كنت كذلك فستسمع الصوت الإلهى. "قد أحتملت و لك صبر و تعبت من أجل أسمي و لم تكل." (رؤ3:2) و أعلم أنك لن تحقق نجاح في خدمتك بدون أحتمالك و صبرك علي المتاعب التي تواجهك فيها. و عندما تحقق النجاح في خدمتك فيجب أن تكون متأكداً تماماً من أنه عاجلاً أو أجلاً ستواجهك محاربات العدو من الخارج و من الداخل.
لا تنزعج إذ قابلتك متاعب في الخدمة من خارج و من داخل فقط ضع هذه المتاعب أمام الرب و قف و أنظر خلاص الرب.
إن مثل هذه الخدمة هي التي يتجلي فيها عمل الرب بوضوح و تظهر فيها ذراع الرب
القوية.