إلهى .. كم وكم أشتاق إليك .. كم وكم أنا عطشان إلى المياه الجارية فى ربوة حضنك .. كم وكم أتوق إلى نظرتك العجيبة .. الصامتة .. الرهيبة .. نظرتك .. التى هى الحب ذاتُه .. يفتح ذراعيه. ويفتح ذراعيه فى لغة الحب أى ينادى ويقول تعالى .. لا تخف .. أنا أيضاً أحبك وأشتاق إليك .. فترد عينى المنكسرة .. وهل نسيت يا ربى ما أفعلهُ بك؟! .. وهل نسيت إننى إلى الأن لم أفعل شيئاً واحداً يدل على حبى؟! .. فقط أتكلم .. بل ونادراً ما أتكلم.
هل نسيت أننى أعظم من يهوذا فى خيانتهُ .. وأجسر من بطرس فى نُكرانُه .. وأقوى من جندى الصليب فى طعن الحِراب .. أونسيت كل هذا؟!..
لو كنت قد نسيت .. فأنا لو أنس .. وتلك هى مشكلتى .. وهذا هو ما يُسَمِر قدمى فى الأرض .. والفظيع فعلاً إننى لا أستطيع أن أعدك إننى لن أفعل ثانيةً .. ذلك لأنه ورغم كل فخرى السابق بجبروتى فى الشر نحوك .. إلا أن الضعف .. بل أصغر أبنائهِ .. أقوى منى بمراحِل.
أنا أضعف من شهواتى .. أنا أصغر من إرادتى .. أنا أحقر من مقاومتى .. أنا مريض.
أعلم أنك وحدك تشفى .. بل وتصنع المعجزات .. لكن لمن ؟؟.. لمن يريد أن يبرأ .. أليس كذلك ؟.. أما أنا .. فإن كنت الأن أريد .. فلا أعلم بعد قليل ما هو حالى .. فأنا كالعُصافة التى تُزريها الريح.
سامحنى يا سيدى .. أبدو وكأننى حزلتك .. لكن صدقنى .. خيراً لك أن لا تعرف شيئاً مثلى ..
أما أنا .. فأكتفى بأن أشتاق إليك .. سامحنى.