الجندي الشجاع
لاحظ أحد القادة العسكريين أن لديه جنديًا مملوءًا غيرة وشجاعة، في كل معركة يختار أكثر المناطق خطورة ليذهب إليها بكل شجاعة ويحارب بكل قوة. كانت تصرفاته تُلهِب زملاءه ورؤساءه بالجهاد الجاد بلا رخاوة. أُعجِبَ هذا القائد بالجندي الشجاع فاستدعاه وكشف له عن إعجابه بأمانته لوطنه. أما هو فقال له: "إني أحب وطني وأشتهي الموت من أجله". سأله القائد إن كان يطلب منه شيئًا، فشكره الجندي دون أن يسأل !..شيئًا.
وفي نهاية الحديث قال له الجندي إنه مصاب بمرض خطير، وإنه يترقَّب موته بين يومٍ وآخر، وأحيانًا يعاني من آلام شديدة
.كانت آلام هذا الجندي تدفعه للقتال في المعارك فلا يهاب الموت، الذي حتمًا سيأتي بسرعة، إن لم يكُن بسبب المعركة فبسبب المرض
.قدَّم القائد الجندي لأحد أطبائه الماهرين جدًا . وبعد شهور قليلة إذ قامت معركة لاحظ القائد اختفاء الجندي من المعركة.. وبعد أن تمّت النصرة سأل القائد عن الجندي لعله قد مات.
قيل له: إنه .لم يمُت، لكنه شُفيَ تمامًا على يدي طبيبك الماهر. وبعد شفائه صار حريصًا على صحته وعائلته وراحته فصار يتهرّب من المعارك
حزن القائد على الجندي الذي كانت الآلام تملأه شجاعةً، وعندما شُفي فقد شجاعته وأمانته في جهاده !!
لقد خلقنا الله لكي نُسَرّ ونفرح، مقدِّمًا لنا كل شيء. لكننا بعد السقوط صار الصليب ضروريًّا لضبطنا في طريق الحياة الأبدية.. وإذا اختفى ..الصيلب والألم من حياتنا ننحرف إلى الطريق الواسع المؤدِّي إلى الهلاك