" من يرحم الفقير يقرض الرب و عن معروفة يجازيه " (أم:19-17 )
ª امتازت الام كيرية بفضائل كثيرة ولكن الفضيلة الأولى التي تميزت بها بالأكثر هي الرحمة والعطاء. فكان قلبها يفيض بمحبة عجيبة نحو اخوة الرب من الأيتام والأرامل، وكانت تعطى الجميع بلا تفرقة، حتى الحيوانات نالت جانبا كبيرا من أعمال رحمتها.
ª إحدى الراهبات طلبت منها ذات مرة أن يقللوا كمية الخبز حتى لا تلقى بالقمامة فأجابتها بأن القطط و الكلاب تعيش على هذه البقايا.
ª كانت تعطى بسخاء شديد حتى تعجب البعض من سخائها وتذمر البعض الأخر ولكنها لم تلتفت لهم واستمرت في عطائها حتى إنها كانت تعطى من أكلها لاخوة الرب، وكان ذلك بفرح واضعة أمامها قول الكتاب "المعطى المسرور يحبة الرب (2 كو9-7) .
ª كانت تحب الفقراء جداً وكانوا يحبونها. وكانت تحب أن تسمع دعاء الفقير لها. وقد خصصت يومي الأحد والجمعة من كل أسبوع لاخوة الرب لتعطيهم جميع احتياجاتهم بقدر الإمكان.
ª وكانت تعطى بلا فحص فقد أتتها سيدة غير فقيرة اكثر من مرة طالبة مبلغا من المال وكانت معروفة للراهبات وأعطتها الام كيرية في كل مرة بفرح رغم تذمر البعض شاعرة إنها تعطى السيد المسيح.
ª ومن فرط محبتها للعطاء كانت تحمل في جيبها دائما نقود فكه لتعطى من يسألها.
ª وفي إحدى المرات لم يكن معها نقودا فكه لأطفال اخوة الرب ففوجئت بإحدى السيدات تجئ للدير وتقدم مبلغا جنية فكه فئة خمسة قروش وعشرة قروش فاندهشت الام كيرية من ذلك و سألتها: لماذا أحضرت هذه النقود فكه؟ فقالت إني كنت نذرت جنية لمارجرجس ولكنى نسيته وفي هذه الليلة رأيت الشهيد مارجرجس في حلم وهو يقول لي "اذهبي إلى الدير يوم الجمعة وقدمي النذر الذي نذرتية بحيث يكون من فئة خمسة قروش وعشرة قروش" ففرحت الام كيرية لما سمعت ذلك وشعرت أن الشهيد مارجرجس يشجعها ويساعدها على أعمال الرحمة.
ª في إحدى الأيام قرع باب الدير أحد المتسولين و سأل صدقة فقالت الام كيرية لإحدى الراهبات "ضعي يدك في جيبي وأعطية ما تجدين" فلما وضعت يدها في الجيب وجدت جنيهين فترددت أن تعطيهما له ولكن الام كيرية صممت أن تعطية المبلغ دون تقلل منة
ª كانت الام كيرية تحب أطفال اخوة الرب جدا وخصصت صندوقا وضعت فيه قروشا لهؤلاء الأطفال. و قد تعود الطفل أن يأتي إليها صباح كل يوم ليأخذ القرش (هذه الأحداث كانت في الستينات والسبعينات حينما كان للقرش قيمة في هذا الوقت) والبعض كان يأتي عدة مرات يوميا فكانت تعطية كل مرة بفرح. وكان الأطفال يزحمونها لكي يأخذوا منها القرش حتى أشفقت إحدى الراهبات من زحام الأطفال حولها ولكنها عاتبتها قائلة السيد المسيح أوصى بهؤلاء الأطفال و قال "دعوا الأطفال يأتون إلى و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مت 14:19).
ª في يوم أحد مر على باب الدير أحد باعة المقشات الليف الصغيرة فسألته الام كيرية عن ثمن المقشة أجابها "ثلاثة قروش" فلم توافق على الثمن فأجابها بان ثمن التكلفة ولا يستطيع أن يقلل السعر، معتقدا إنها تريد أن تنقص من ثمنها ولكنها قالت له "هو في حاجة دلوقتى بثلاثة قروش! سأشتريها بخمسة قروش" واشترت منة في هذا اليوم خمس عشرة مقشة، فدعا لها البائع كثيرا. فلما سألتها الراهبات عن ذلك أجابت قائلة "أن الحسنة الخفية في البيع و الشراء".