الإصحاح الثالث عشر
الإصحاح الرابع عشر
الإصحاح الخامس عشر
13: 1 في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت و جلس عند البحر
13: 2 فاجتمع اليه جموع كثيرة حتى انه دخل السفينة و جلس و الجمع كله واقف على الشاطئ
13: 3 فكلهم كثيرا بامثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع
13: 4 و فيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فجائت الطيور و اكلته
13: 5 و سقط اخر على الاماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا اذ لم يكن له عمق ارض
13: 6 و لكن لما اشرقت الشمس احترق و اذ لم يكن له اصل جف
13: 7 و سقط اخر على الشوك فطلع الشوك و خنقه
13: 8 و سقط اخر على الارض الجيدة فاعطى ثمرا بعض مئة و اخر ستين و اخر ثلاثين
13: 9 من له اذنان للسمع فليسمع
13: 10 فتقدم التلاميذ و قالوا له لماذا تكلمهم بامثال
13: 11 فاجاب و قال لهم لانه قد اعطي لكم ان تعرفوا اسرار ملكوت السماوات و اما لاولئك فلم يعط
13: 12 فان من له سيعطى و يزاد و اما من ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه
13: 13 من اجل هذا اكلمهم بامثال لانهم مبصرين لا يبصرون و سامعين لا يسمعون و لا يفهمون
13: 14 فقد تمت فيهم نبوة اشعياء القائلة تسمعون سمعا و لا تفهمون و مبصرين تبصرون و لا تنظرون
13: 15 لان قلب هذا الشعب قد غلظ و اذانهم قد ثقل سماعها و غمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم و يسمعوا باذانهم و يفهموا بقلوبهم و يرجعوا فاشفيهم
13: 16 و لكن طوبى لعيونكم لانها تبصر و لاذانكم لانها تسمع
13: 17 فاني الحق اقول لكم ان انبياء و ابرارا كثيرين اشتهوا ان يروا ما انتم ترون و لم يروا و ان يسمعوا ما انتم تسمعون و لم يسمعوا
13: 18 فاسمعوا انتم مثل الزارع
13: 19 كل من يسمع كلمة الملكوت و لا يفهم فياتي الشرير و يخطف ما قد زرع في قلبه هذا هو المزوع على الطريق
13: 20 و المزروع على الاماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة و حالا يقبلها بفرح
13: 21 و لكن ليس له اصل في ذاته بل هو الى حين فاذا حدث ضيق او اضطهاد من اجل الكلمة فحالا يعثر
13: 22 و المزروع بين الشوك هو الذي يسمع الكلمة و هم هذا العالم و غرور الغنى يخنقان الكلمة فيصير بلا ثمر
13: 23 و اما المزروع على الارض الجيدة فهو الذي يسمع الكلمة و يفهم و هو الذي ياتي بثمر فيصنع بعض مئة و اخر ستين و اخر ثلاثين
13: 24 قدم لهم مثلا اخر قائلا يشبه ملكوت السماوات انسانا زرع زرعا جيدا في حقله
13: 25 و فيما الناس نيام جاء عدوه و زرع زوانا في وسط الحنطة و مضى
13: 26 فلما طلع النبات و صنع ثمرا حينئذ ظهر الزوان ايضا
13: 27 فجاء عبيد رب البيت و قالوا له يا سيد اليس زرعا جيدا زرعت في حقلك فمن اين له زوان
13: 28 فقال لهم انسان عدو فعل هذا فقال له العبيد اتريد ان نذهب و نجمعه
13: 29 فقال لا لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان و انتم تجمعونه
13: 30 دعوهما ينميان كلاهما معا الى الحصاد و في وقت الحصاد اقول للحصادين اجمعوا اولا الزوان و احزموه حزما ليحرق و اما الحنطة فاجمعوها الى مخزني
13: 31 قدم لهم مثلا اخر قائلا يشبه ملكوت السماوات حبة خردل اخذها انسان و زرعها في حقله
13: 32 و هي اصغر جميع البزور لكن متى نمت فهي اكبر البقول و تصير شجرة حتى ان طيور السماء تاتي و تتاوى في اغصانها
13: 33 قال لهم مثلا اخر يشبه ملكوت السماوات خميرة اخذتها امراة و خباتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع
13: 34 هذا كله كلم به يسوع الجموع بامثال و بدون مثل لم يكن يكلمهم
13: 35 لكي يتم ما قيل بالنبي القائل سافتح بامثال فمي و انطق بمكتومات منذ تاسيس العالم
13: 36 حينئذ صرف يسوع الجموع و جاء الى البيت فتقدم اليه تلاميذه قائلين فسر لنا مثل زوان الحقل
13: 37 فاجاب و قال لهم الزارع الزرع الجيد هو ابن الانسان
13: 38 و الحقل هو العالم و الزرع الجيد هو بنو الملكوت و الزوان هو بنو الشرير
13: 39 و العدو الذي زرعه هو ابليس و الحصاد هو انقضاء العالم و الحصادون هم الملائكة
13: 40 فكما يجمع الزوان و يحرق بالنار هكذا يكون في انقضاء هذا العالم
13: 41 يرسل ابن الانسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر و فاعلي الاثم
13: 42 و يطرحونهم في اتون النار هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
13: 43 حينئذ يضيء الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم من له اذنان للسمع فليسمع
13: 44 ايضا يشبه ملكوت السماوات كنزا مخفى في حقل وجده انسان فاخفاه و من فرحه مضى و باع كل ما كان له و اشترى ذلك الحقل
13: 45 ايضا يشبه ملكوت السماوات انسانا تاجرا يطلب لالئ حسنة
13: 46 فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى و باع كل ما كان له و اشتراها
13: 47 ايضا يشبه ملكوت السماوات شبكة مطروحة في البحر و جامعة من كل نوع
13: 48 فلما امتلات اصعدوها على الشاطئ و جلسوا و جمعوا الجياد الى اوعية و اما الاردياء فطرحوها خارجا
13: 49 هكذا يكون في انقضاء العالم يخرج الملائكة و يفرزون الاشرار من بين الابرار
13: 50 و يطرحونهم في اتون النار هناك يكون البكاء و صرير الاسنان
13: 51 قال لهم يسوع افهمتم هذا كله فقالوا نعم يا سيد
13: 52 فقال لهم من اجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السماوات يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا و عتقاء
13: 53 و لما اكمل يسوع هذه الامثال انتقل من هناك
13: 54 و لما جاء الى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا و قالوا من اين لهذا هذه الحكمة و القوات
13: 55 اليس هذا ابن النجار اليست امه تدعى مريم و اخوته يعقوب و يوسي و سمعان و يهوذا
13: 56 اوليست اخواته جميعهن عندنا فمن اين لهذا هذه كلها
13: 57 فكانوا يعثرون به و اما يسوع فقال لهم ليس نبي بلا كرامة الا في وطنه و في بيته
13: 58 و لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم ايمانهم
الإصحاح الرابع عشر
14: 1 في ذلك الوقت سمع هيرودس رئيس الربع خبر يسوع
14: 2 فقال لغلمانه هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الاموات و لذلك تعمل به القوات
14: 3 فان هيرودس كان قد امسك يوحنا و اوثقه و طرحه في سجن من اجل هيروديا امراة فيلبس اخيه
14: 4 لان يوحنا كان يقول له لا يحل ان تكون لك
14: 5 و لما اراد ان يقتله خاف من الشعب لانه كان عندهم مثل نبي
14: 6 ثم لما صار مولد هيرودس رقصت ابنة هيروديا في الوسط فسرت هيرودس
14: 7 من ثم وعد بقسم انه مهما طلبت يعطيها
14: 8 فهي اذ كانت قد تلقنت من امها قالت اعطيني ههنا على طبق راس يوحنا المعمدان
14: 9 فاغتم الملك و لكن من اجل الاقسام و المتكئين معه امر ان يعطى
14: 10 فارسل و قطع راس يوحنا في السجن
14: 11 فاحضر راسه على طبق و دفع الى الصبية فجاءت به الى امها
14: 12 فتقدم تلاميذه و رفعوا الجسد و دفنوه ثم اتوا و اخبروا يسوع
14: 13 فلما سمع يسوع انصرف من هناك في سفينة الى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع و تبعوه مشاة من المدن
14: 14 فلما خرج يسوع ابصر جمعا كثيرا فتحنن عليهم و شفى مرضاهم
14: 15 و لما صار المساء تقدم اليه تلاميذه قائلين الموضع خلاء و الوقت قد مضى اصرف الجموع لكي يمضوا الى القرى و يبتاعوا لهم طعاما
14: 16 فقال لهم يسوع لا حاجة لهم ان يمضوا اعطوهم انتم لياكلوا
14: 17 فقالوا له ليس عندنا ههنا الا خمسة ارغفة و سمكتان
14: 18 فقال ائتوني بها الى هنا
14: 19 فامر الجموع ان يتكئوا على العشب ثم اخذ الارغفة الخمسة و السمكتين و رفع نظره نحو السماء و بارك و كسر و اعطى الارغفة للتلاميذ و التلاميذ للجموع
14: 20 فاكل الجميع و شبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر اثنتي عشر قفة مملوءة
14: 21 و الاكلون كانوا نحو خمسة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد
14: 22 و للوقت الزم يسوع تلاميذه ان يدخلوا السفينة و يسبقوه الى العبر حتى يصرف الجموع
14: 23 و بعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلي و لما صار المساء كان هناك وحده
14: 24 و اما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الامواج لان الريح كانت مضادة
14: 25 و في الهزيع الرابع من الليل مضى اليهم يسوع ماشيا على البحر
14: 26 فلما ابصره التلاميذ ماشيا على البحر اضطربوا قائلين انه خيال و من الخوف صرخوا
14: 27 فللوقت كلمهم يسوع قائلا تشجعوا انا هو لا تخافوا
14: 28 فاجاب بطرس و قال يا سيد ان كنت انت هو فمرني ان اتي اليك على الماء
14: 29 فقال تعال فنزل بطرس من السفينة و مشى على الماء لياتي الى يسوع
14: 30 و لكن لما راى الريح شديدة خاف و اذ ابتدا يغرق صرخ قائلا يا رب نجني
14: 31 ففي الحال مد يسوع يده و امسك به و قال له يا قليل الايمان لماذا شككت
14: 32 و لما دخلا السفينة سكنت الريح
14: 33 و الذين في السفينة جاءوا و سجدوا له قائلين بالحقيقة انت ابن الله
14: 34 فلما عبروا جاءوا الى ارض جنيسارت
14: 35 فعرفه رجال ذلك المكان فارسلوا الى جميع تلك الكورة المحيطة و احضروا اليه جميع المرضى
14: 36 و طلبوا اليه ان يلمسوا هدب ثوبه فقط فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء
الإصحاح الخامس عشر
15: 1 حينئذ جاء الى يسوع كتبة و فريسيون الذين من اورشليم قائلين
15: 2 لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فانهم لا يغسلون ايديهم حينما ياكلون خبزا
15: 3 فاجاب و قال لهم و انتم ايضا لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم
15: 4 فان الله اوصى قائلا اكرم اباك و امك و من يشتم ابا او اما فليمت موتا
15: 5 و اما انتم فتقولون من قال لابيه او امه قربان هو الذي تنتفع به مني فلا يكرم اباه او امه
15: 6 فقد ابطلتم وصية الله بسبب تقليدكم
15: 7 يا مراؤون حسنا تنبا عنكم اشعياء قائلا
15: 8 يقترب الي هذا الشعب بفمه و يكرمني بشفتيه و اما قلبه فمبتعد عني بعيدا
15: 9 و باطلا يعبدونني و هم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس
15: 10 ثم دعا الجمع و قال لهم اسمعوا و افهموا
15: 11 ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الانسان
15: 12 حينئذ تقدم تلاميذه و قالوا له اتعلم ان الفريسيين لما سمعوا القول نفروا
15: 13 فاجاب و قال كل غرس لم يغرسه ابي السماوي يقلع
15: 14 اتركوهم هم عميان قادة عميان و ان كان اعمى يقود اعمى يسقطان كلاهما في حفرة
15: 15 فاجاب بطرس و قال له فسر لنا هذا المثل
15: 16 فقال يسوع هل انتم ايضا حتى الان غير فاهمين
15: 17 الا تفهمون بعد ان كل ما يدخل الفم يمضي الى الجوف و يندفع الى المخرج
15: 18 و اما ما يخرج من الفم فمن القلب يصدر و ذاك ينجس الانسان
15: 19 لان من القلب تخرج افكار شريرة قتل زنى فسق سرقة شهادة زور تجديف
15: 20 هذه هي التي تنجس الانسان و اما الاكل بايد غير مغسولة فلا ينجس الانسان
15: 21 ثم خرج يسوع من هناك و انصرف الى نواحي صور و صيدا
15: 22 و اذا امراة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت اليه قائلة ارحمني يا سيد يا ابن داود ابنتي مجنونة جدا
15: 23 فلم يجبها بكلمة فتقدم تلاميذه و طلبوا اليه قائلين اصرفها لانها تصيح وراءنا
15: 24 فاجاب و قال لم ارسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة
15: 25 فاتت و سجدت له قائلة يا سيد اعني
15: 26 فاجاب و قال ليس حسنا ان يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب
15: 27 فقالت نعم يا سيد و الكلاب ايضا تاكل من الفتات الذي يسقط من مائدة اربابها
15: 28 حينئذ اجاب يسوع و قال لها يا امراة عظيم ايمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة
15: 29 ثم انتقل يسوع من هناك و جاء الى جانب بحر الجليل و صعد الى الجبل و جلس هناك
15: 30 فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج و عمي و خرس و شل و اخرون كثيرون و طرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم
15: 31 حتى تعجب الجموع اذ راوا الخرس يتكلمون و الشل يصحون و العرج يمشون و العمي يبصرون و مجدوا اله اسرائيل
15: 32 و اما يسوع فدعا تلاميذه و قال اني اشفق على الجمع لان الان لهم ثلاثة ايام يمكثون معي و ليس لهم ما ياكلون و لست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق
15: 33 فقال له تلاميذه من اين لنا في البرية خبز بهذا المقدار حتى يشبع جمعا هذا عدده
15: 34 فقال لهم يسوع كم عندكم من الخبز فقالوا سبعة و قليل من صغار السمك
15: 35 فامر الجموع ان يتكئوا على الارض
15: 36 و اخذ السبع خبزات و السمك و شكر و كسر و اعطى تلاميذه و التلاميذ اعطوا الجمع
15: 37 فاكل الجميع و شبعوا ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة
15: 38 و الاكلون كانوا اربعة الاف رجل ما عدا النساء و الاولاد
15: 39 ثم صرف الجموع و صعد الى السفينة و جاء الى تخوم مجدل